مرت سنوات طويلة منذ أن أطلقت جوجل تحديث جوجل باندا Google Panda أول مرة، وهي تعمل منذ ذلك الوقت على تطويره وإضافة المزيد من العوامل والأوامر من أجل القيام بمهمته على أكمل وجه، ولا يزال التحديث فعالا.
لم يعد جوجل يقبل بعضر نتائج البحث من المواقع التي تنشر المحتوى المكرر والسيء الجودة والرديء، وهذا أهم سر نجاحه وتفوقه على المنافسين في سوق البحث الإلكتروني.
في هذا المقال سنتحدث عن تحديث جوجل باندا Google Panda بكل تفاصيله.
لماذا أنشأت جوجل هذا التحديث؟
في عام 2010، أصبح انخفاض جودة نتائج بحث جوجل وصعود نموذج أعمال “محتوى المزرعة” موضوعًا شائعا ومزعجا للمستخدمين.
جاء هذا بعد أن طورت جوجل تحديث “Caffeine” في أواخر عام 2009 وقامت بإطلاقه، وكان دوره تسريع عملية فهرسة مواقع الويب وعرضها في نتائج البحث بعد مدة قصيرة من نشرها، وهو السبب في أن محرك البحث لم يعد يميز بين المحتوى الجيد والسيء ويعمل على فهرسة كافة صفحات الويب التي يصل إليها.
في كانون الثاني / يناير 2011، نشرت Business Insider عن خراب نتائج بحث جوجل بسبب ذلك التحديث ودعت إلى تحسين نتائج البحث للأفضل.
إطلاق تحديث جوجل باندا
قررت جوجل العمل على إطلاق هذا التحديث لأول مرة في 23 فبراير 2011، وفي اليوم التالي، نشرت جوجل تدوينة في مدونتها حول هذا التحديث، وأشارت إلى أنها “أطلقنا تحسينًا خوارزميًا كبيرًا جدًا وهو تغيير يؤثر بشكل ملحوظ على نسبة 11.8٪ من طلبات البحث”. كان الغرض المعلن من التحديث كما يلي:
تم تصميم هذا التحديث لتقليل ظهور المواقع ذات الجودة المنخفضة، ونفصد المواقع التي تعتبر إضافة منخفضة القيمة للمستخدمين، والمواقع التي تنسخ المحتوى من مواقع الويب الأخرى أو المواقع التي ليست مفيدة للغاية. وفي الوقت نفسه، سيوفر ترتيبًا أفضل للمواقع عالية الجودة، المواقع التي تحتوي على محتوى أصلي ومعلومات مثل البحث والتقارير المتعمقة والتحليل المدروس وما إلى ذلك.
ما الذي نعرفه عن تحديث جوجل باندا؟
عندما ناقشت جوجل تطوير الخوارزمية مع Wired، قالت Singhal وهي احدى المهندسات العاملات في جوجل أنها بدأت بإرسال مستندات اختبار لمدققي الجودة البشريين الذين طرحوا أسئلة مثل “هل ستشعر بالارتياح لمنح هذا الموقع بطاقة الائتمان الخاصة بك؟ هل ستكون مرتاحًا في إعطاء الدواء الموصوف من قِبل هذا الموقع لأطفالك؟”
بشكل عام تم تصميم الخوارزمية التي تطرح في أول اصدار لها 23 سؤالا كي تصنف الموقع في أعلى نتائج البحث مقارنة مع المنافسين:
- هل تثق في المعلومات المقدمة في هذه المقالة؟
- هل كتب هذا المقال خبير أو متحمس يعرف الموضوع جيدا، أم أنه أكثر ضحالة في طبيعته؟
- هل يحتوي الموقع على مقالات مكررة أو متداخلة أو مكررة في نفس الموضوع أو مواضيع مشابهة مع اختلافات كلمات رئيسية مختلفة بعض الشيء؟
- هل ستكون مرتاحًا لإعطاء معلومات بطاقتك الائتمانية لهذا الموقع؟
- هل تحتوي هذه المقالة على أخطاء إملائية أو أسلوبية أو واقعية؟
- هل المواضيع مدفوعة بالمصالح الحقيقية لقراء الموقع، أم أن الموقع يولد محتوى بمحاولة تخمين ما قد يكون جيدًا في محركات البحث؟
- هل توفر المقالة محتوى أو معلومات أصلية أو تقارير أصلية أو بحث أصلي أو تحليل أصلي؟
- هل توفر الصفحة قيمة كبيرة عند مقارنتها بالصفحات الأخرى في نتائج البحث؟
- كم يتم التحكم في الجودة على المحتوى؟
- هل تصف المقالة جانبي القصة؟
- هل الموقع سلطة معترف بها في موضوعه؟
- هل المحتوى يتم إنتاجه بكميات كبيرة من قبل مجموعة كبيرة من منشئي المحتوى أو الاستعانة بمصادر خارجية منهم، أو ينتشر عبر شبكة كبيرة من المواقع، بحيث لا تحصل الصفحات أو المواقع الفردية على قدر كبير من الاهتمام أو الرعاية؟
- هل تم تحرير المقالة جيدًا، أم أنها تبدو قذرة أو تم إنتاجها على عجل؟
- للحصول على استعلام متعلق بالصحة، هل تثق بمعلومات من هذا الموقع؟
- هل تتعرف على هذا الموقع كمصدر رسمي عند ذكره بالاسم؟
- هل تقدم هذه المقالة وصفًا كاملاً أو شاملاً للموضوع؟
- هل تحتوي هذه المقالة على تحليل ثاقب أو معلومات مثيرة للاهتمام لا يمكن توضيحها؟
- هل هذا هو نوع الصفحة التي ترغب في وضع إشارة عليها أو مشاركتها مع صديق أو التوصية بها؟
- هل تحتوي هذه المقالة على قدر مفرط من الإعلانات التي تشغل أو تتداخل مع المحتوى الرئيسي؟
- هل تتوقع أن ترى هذه المقالة في مجلة مطبوعة أو موسوعة أو كتاب؟
- هل المقالات قصيرة أو غير مهمة أو تفتقر إلى تفاصيل مفيدة؟
- هل تم إنتاج الصفحات بعناية فائقة واهتمام بالتفاصيل مقابل اهتمام أقل بالتفاصيل؟
- هل سيشتكي المستخدمون عندما يرون صفحات من هذا الموقع؟
إذا تمت الإجابة عن معظم هذه الأسئلة بشكل ايجابي، فإن الموقع سيظهر في نتائج البحث وبمراتب متقدمة أيضا.
المؤكد أيضا أن الخوارزمية تعتمد تعلم الآلة، وهي متطورة ومع الوقت ربما أضافت جوجل المزيد من الأسئلة التي تجيب عنها قبل اظهار الموقع في نتائج البحث.
ما الذي يحاربه إذن تحديث جوجل باندا؟
جاء التحديث ليحارب الصفحات والمواقع التي تعتمد على نسخ المحتوى واعادة نشره، وأيضا المواقع التي تتضمن المقالات المليئة بالأخطاء الإملائية، كما أنه يحارب أيضا المواقع التي تركز أكثر على مسك الكلمات في جوجل من خلال أساليب الكتابة الركيكة وإنتاج المحتوى لمحركات البحث وليس للزوار في الأساس.
ركز التحديث أيضا على الرفع من قيمة المدونات والمواقع التي يكتب بها مدونون معروفين في مجالاتهم، ودفع أصحاب المواقع للإستثمار في شراء المقالات وتوظيف المحررين والمدونين لتقديم الأفضل للزوار.
نتيجة تحديث جوجل باندا Google Panda أنه انتهى عهد تصدر نتائج البحث من خلال المحتوى السيء الجودة والمنقول.