الأخبار المزيفة هي مصدر لزيارات مسيئة وغير مستمرة
أصبح من الشائع خلال السنوات الأخيرة إنشاء مدونات أخبار تعتمد على نشر مواد إخبارية مزيفة بما فيها القصص والمعلومات المغلوطة أو التي تم تأليفها وصناعتها كي تنتشر بقوة على الشبكات الإجتماعية خصوصا فيس بوك و تويتر.
تحصل بالفعل هذه المدونات على زيارات كبيرة وتعمل على إدراج الإعلانات على صفحاتها والتي تساعد القائمين عليها في كسب أموال طائلة، لكن الحرب الحالية على الأخبار المزيفة وتزايد وعي الرأي العام بخطورتها وتحرك شركات كبيرة مثل جوجل و فيس بوك لمحاصرتها تجعل هذه المشاريع في خطر كبير وواضح للجميع.
الأسوأ من ذلك أن الشركات المتخصصة في الإعلانات والتسويق تتحدث حول أن شراء الزيارات من المدونات والمواقع التي تعتمد على نشر الأخبار المزيفة هي بمثابة شراء زيارات وهمية لا أقل ولا أكثر، وظهور إعلانات العلامات التجارية المحترمة على تلك المدونات يسيء إلى سمعتها لدى الجمهور.
أنشأت PPC Protect قائمة بالإعلانات واحصائيات نقرات الاحتيال لعام 2018 التي توضح نطاق حركة المرور المزيفة على الإنترنت.
تعرض القائمة عددًا مروعًا من الزيارات المزيفة من الإعلانات والاحتيال على النقرات، مما يثير قلقًا أكبر بين الشركات من جميع الأحجام حول كيفية تجنب حدوث ضرر مالي لجهود التسويق التي تبذلها.
هذا الوضع غير مقبول ويخلق مشكلة حقيقية للمسوقين الذين يجب عليهم إظهار النتائج لجهودهم، والأسوأ من ذلك هو حقيقة أن عمليات الاحتيال على النقرات مستمرة لسنوات مع نشر قصص عن تأثير حركة المرور المزيفة في عام 2015 وبعد أربع سنوات لا تزال تستمر وتزداد.
تسبب هذه الحركة المزيفة أضرارًا أكبر من مجرد إضاعة وقت فريق التسويق، التأثير المالي يمكن أن يكون كبيرا ويؤدي إلى ضربة كبيرة في الميزانية.
وفقًا لـ AdAge، تفقد الشركات دولارا واحدا من كل 3 دولارات يتم إنفاقها على الإعلان لأنه قد تم إنفاقه على عمليات الاحتيال في الإعلان، في عام 2017 فقط كان هناك 16.4 مليار دولار من خسائر الاحتيال في الإعلانات.
نظرًا لأن الحملة قد تم العبث بها من خلال تضمين زوار مزيفين، فإن النتائج والرؤى المستخلصة من التحليلات غير دقيقة الآن، مما يقلل من عائد الاستثمار.
ولتقليل هذا التأثير على جهود التسويق عبر الأجهزة المحمولة وعبر الإنترنت، يجب أن تكون الشركات أكثر إدراكًا لحركة المرور المزيفة الموجودة هناك والبدء بشكل استباقي في التخلص من المواقع المزيفة والنقرات وأعضاء الجمهور من المواقع الحقيقية.
-
بوتات سيئة وأخرى جيدة
عندما يتعلق الأمر بتزييف حركة المرور على الإنترنت، يبدو أن السبب الرئيسي هو إشراك البوتات، ومع ذلك لا ينبغي اعتبار كل بوت سيئًا أو ضارًا بحملات التسويق.
في تقرير حركة المرور لـ Imperva لعام 2016، أشارت الأبحاث إلى أن حوالي 52 بالمائة من حركة المرور على الإنترنت تتضمن بوتات جيدة (22.9 بالمائة) وبوتات سيئة (28.9 بالمائة).
وهذا يعني أن حركة المرور على الإنترنت ليست سوى 48.2 في المائة من البشر، فيما البقية هي البوتات إضافة إلى العناكب والزواحف الإلكترونية.
كما أشار التقرير، هناك بوتات جيدة تعمل على توفير الكفاءة من خلال أتمتة بعض المهام، لقد أدرك المسوقون والإدارات الأخرى توفير الوقت والمال باستخدام هذه التقنيات، أولئك الذين يتفاعلون معها يدركون أيضًا أنهم ربما يتحدثون إليها لطلب خدمة أو سؤال فني في دردشة فورية.
ومع ذلك، فهناك برامج البوتات السيئة التي تكمن في الأساس في ظهور هذه الحركة المزيفة عبر الإنترنت. ذكر التقرير نفسه أربعة أنواع من هذه البوتات الضارة، أولاً هناك منتحلون صُنعوا لتقليد السلوك البشري، بما في ذلك بوتات الدعاية التي استخدمت مؤخرًا على مواقع التواصل الاجتماعي للتأثير على الرأي العام.
ثانياً، هناك البوتات التي تأخذ المحتوى الأصلي من موقع واحد وتضعه على مواقع أخرى بالإضافة إلى قوائم العملاء ومعلومات الاتصال والبيانات القيمة الأخرى.
ثالثًا، يتم استخدام برامج مرسلي البريد العشوائي لدفع حركة المرور على الإنترنت إلى مواقع البريد العشوائي. أخيرًا، يهتم المسوقين ببرامج النقر، هذا نوع جديد نسبيًا من الغش في الإعلانات وينقر على إعلانات تستند إلى الأداء وإعلانات PPC ما يؤدي إلى رفع تكلفة هذا النوع من الإعلانات والأرباح منها.
-
الوعي وتحديد الهوية
تتمثل الخطوة الأولى لمعالجة تأثير حركة المرور المزيفة عبر الإنترنت في معرفة شكلها المشابه للعوامل التي تساعد في نشر أخبار مزيفة عبر الإنترنت.
تتضمن بعض العلامات المشبوهة التي يجب البحث عنها تغييرات جذرية في أنماط حركة المرور عبر الإنترنت على سبيل المثال، إذا ارتفعت مشاهدات الصفحة للأعلى فجأة دون أي حملة جديدة، فقد يكون هناك بوت سيئ وراءها خصوصا إن لم تكن الزيارات من جوجل أو مصدر معروف.
تشير التحليلات الأخرى أيضًا إلى نشاط احتيالي، تتضمن هذه المقاييس معدلات ارتداد أعلى وأوقات أقل من مرات عرض الصفحة العادية وزيارات أكثر من العملاء.
كل هذه قد تشير إلى أن البوت قد يكون متورطا أيضًا، إذا كانت هناك مجالات غير معروفة تشير إلى عدد الزيارات إلى موقعك، فقد ترغب في استكشاف هذه النطاقات بشكل أكبر لمعرفة ما إذا كانت برامج بوتات أم لا.
-
تجنب الإعلان على مدونات الأخبار المزيفة
ربما قد تقوم بأبحاث معينة وتجد أن هناك مدونات ومواقع الصحافة الصفراء التي تتمتع بشهرة جيدة وهناك زخم وتفاعل جيد مع منشوراتها على الشبكات الإجتماعية، وبالتالي تطمع في الإعلان عليها لجلب الزيارات إلى موقعك أو الحصول على عملاء لشركتك أو خدمتك.
لكن السيء أن النتائج التي ستحصل عليها غالبا ما ستكون أقل بكثير من المتوقع، وستجد أن هناك الكثير من الزيارات المشبوهة التي حصلت عليها والمزيفة.
هذا ليس غريبا على هذه المدونات والمواقع التي يقوم القائمين عليها بإنتاج الأخبار المزيفة ونشرها والعمل على تكبيرها والترويج لها بطرق قانونية وغير قانونية في سبيل الحصول على الكثير من الزيارات وكسب المال من الإعلانات.
-
المنصات والحلول
هناك أدوات أخرى للمسوقين قد تكون استثمارًا ضروريًا نظرًا لتزايد حالة حركة الاحتيال عبر الإنترنت، وفقًا لسام دراويش، الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لـ Everflow Technologies، أشار إلى أنه “من أجل القضاء على حركة المرور المزيفة، قم ببناء نظام من نقاط التفتيش المتعددة للتأكد من اكتشاف حركة المرور المزيفة وتصفيتها، يجب إعداد كل حملة تسويقية باستخدام استهداف محدد.
أيضًا يجب أن يكون إعداد التقارير واضحًا بدرجة كافية لاتخاذ قرارات يدوية مبكرة، والتحقق من ذلك باستخدام أدوات مكافحة الاحتيال التابعة لجهة خارجية، تمثل كل طبقة من مقاربتك طبقة حماية قوية بشكل متزايد.
هناك نوعان من الأدوات التي يعتبرها المسوقون استثمارات ضرورية في الكفاح المستمر ضد حركة المرور عبر الإنترنت المخادعة.
هناك حلول لمكافحة الغش مثل Forensiq أو Anura، والتي تستخدم نماذج احتمالية للتنبؤ بما هو حقيقي في حركة المرور وما الذي يحاول محاكاة السلوك البشري.
يتم استخدام هذه الأنواع من الحلول من قبل جميع وكالات الإعلان الرئيسية، ومع ذلك فإن الجانب السلبي الرئيسي هو أنهم يتوقعون ويبلغون عن حركة المرور السيئة دون اتخاذ إجراءات فورية لوقف تلك الحركة، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى علاقات أسوأ مع الشركاء والعملاء.
النوع الآخر من الأدوات هي منصات توفر طريقة لتتبع وإدارة جميع قنوات التسويق الخاصة بك، ونظرًا لأن منصات التتبع تشارك بشكل مباشر في كل حركة مرور المستخدمين، فإنها تسمح للمسوقين بوضع قواعد حتمية حول أنواع حركة المرور غير المقبولة ومنع حركة المرور على الفور.