هناك أكثر من 1.7 مليار موقع على شبكة الإنترنت [1]، هذه المواقع تتنافس مع بعضها لاستقطاب أكبر عدد من الزيارات، وإذا علمنا أنّ 93% من الزيارات تأتي من محركات البحث [2]. نعلم أنّ السيو هو العامل الحاسم في نجاح أيّ موقع في الوقت الحالي.
السيو مجموعة من القواعد والمعايير التي تكفل تحسين ترتيب المواقع في نتائج صفحات البحث. هذه القواعد تضعها محركات البحث، خصوصا جوجل التي تستحوذ على حصة الأسد من سوق البحث على شبكة الإنترنت. هذه القواعد ليست ثابتة، وإنّما تتغير باستمرار، إذ تُحدّث محرّكات البحث خوارِزمياتها باستمرار لتحسين معايير ترتيب المواقع، ومجابهة محاولات التلاعب.
في السنوات الأخيرة، ازدادت وتيرة التحديثات التي تجريها محركات البحث على خوارزمياتها، إذ يُقدر أنّ جوجل أجرت في 2018 وحدها أكثر من 3200 تحديث [3]، بين تحديثات صغيرة وأخرى كبيرة. لهذا ينبغي على كل أصحاب المواقع أن يواكبوا هذه المستجدات، لأنّ أيّ تقاعس أو تأخّر قد يؤدي إلى إفشال مشروعك، فكم من مشروع فقد أكثر من نصف عملائه بين ليلة وضحاها لأنّه عجز عن مواكبة التغييرات التي تجريها هذه المحركات.
على الأرجح أنّه ليس لديك الوقت لمراجعة ومواكبة آلاف التحديثات التي تجريها محركات البحث، لذا جمعنا لك في هذا المقال المختصر أهمّ التعديلات والاتجاهات الحديثة للسيو على أمل أن تستفيد منها لمواكبة مستجدات السيو وضمان فرصة أكبر لموقعك للازدهار والنمو بإذن الله تعالى.
إضافة إلى المواكبة المستمرة لمستجدات السيو، يُنصح كذلك بالاستفادة من خبراء هذا المجال، الذين يواكبون بشكل جيد هذه المستجدات، إحدى أفضل المنصات لإيجاد خبراء السيو، هي منصة الخدمات المصغّرة خمسات، التي تتيح لك توظيف خبراء في مجال السيو بمبلغ يبدأ من 5 دولارات وحسب.
1- BERT ستغيّر قواعد اللعبة
BERT هي أحدث خوارزميات جوجل، وهي خوارزمية تسعى لفهم معاني الجمل والكلمات التي يبحث عنها المستخدمون لتحسين نتائج البحث.
يُعتقد أنّ هذه الخوارزمية الجديدة تؤثر على نتائج 10% من البحوث على جوجل، ومن المرجح أن ترتفع هذه النسبة في السنوات القادمة [4].
قد تسأل الآن، كيف ستؤثر هذه الخوارزمية على موقعي؟ وكيف يمكن أن أستفيد منها؟ الجواب هو أن تنشئ محتوى ذا جودة عالية، وأن يكون ذا صلة بالكلمات المفتاحية التي تستهدفها. تجنّب تضييع وقتك في محاولة خداع جوجل لتحسين ترتيب موقعك بالنسبة لكلمات مفتاحية لا علاقة لها بمحتوى موقعك، لأنّ جوجل ذكية، وهذه الخوارزمية ستزيدها ذكاءً. وستجعلها أقدر على فهم محتويات المواقع وكشف محاولات التلاعب.
2 – البحث الصوتي
ازداد استخدام البحث الصوتي من قبل مستخدمي شبكة الإنترنت، فالناس أصبحوا يفضلون أن يبحثوا عمّا يريدون مباشرة عبر الكلام، بدلًا من الكتابة في مربع البحث. هذا الاتجاه يدفعه تزايد استخدام الهواتف الذكية لتصفح شبكة الإنترنت، وكذلك استخدام المساعدات الآلية، مثل أليكسا وسيري وغيرها.
يُتوقع أنّ نصف الأبحاث على شبكة الإنترنت ستكون صوتية سنة 2020 [5]، هذه الظاهرة سيكون لها تأثير مباشر على الطريقة التي يبحث بها الناس في محركات البحث، لأنّ البحث الصوتي يعتمد أكثر على اللغة الطبيعية، وليس على الكلمات المفتاحية، كما أنّ الأبحاث الصوتية تكون في العادة طويلة ودقيقة، وليست قصيرة كما هو الحال مع البحث الكتابي.
عليك أن تكيّف محتويات موقعك مع هذا الواقع الجديد، يجب أن تركز على الكلمات المفتاحية الطويلة، وتكون محتويات موقعك ذات صلة بالموضوعات التي يبحث عنها الناس.
ازدياد الاستعانة بالمؤثّرين
أصبحت الكثير من الشركات تستعين بالمؤثّرين للترويج لعلاماتها التجارية واستقطاب الزيارات إلى مواقعها. فالناس ملّوا من كثرة الإعلانات، كما أنّهم يثقون في المؤثرين الذين يُتابعونهم أكثر من الإعلانات. خصوصًا في مجالات الصحة والجمال والحياة الشخصية والسفر.
يمكن للمؤثرين أن يساعدوك على استقطاب المزيد من الزيارات، سواء عبر الترويج لمحتويات موقعك لدى متابعيهم في الشبكات الاجتماعية. أو عبر وضع روابط لصَفحاتك في مواقعهم ومدوناتهم وحساباتهم الاجتماعية. وكما تعلم، فإنّ الروابط الخلفية إحدى أهم عوامل الترتيب في محركات البحث، خصوصًا إن كانت من مصادر جيدة.
3 – الأولوية لمحتوى الفيديو
لعلك سمعت أنّ المحتوى الجيد هو أهمّ عناصر السيو. هذا الأمر ما يزال صحيحا، لكن مع تعديل بسيط، وهو أنّ الفيديو له أولوية دونًا أكثر من أنواع المحتوى الأخرى، فكل المؤشرات تدل على أنّ الفيديو سيهيمن على محتوى الإنترنت في السنوات القادمة، حتى أنّ بعض الدراسات تتوقع أنّ الفيديو سيشكّل 82% من المحتوى المحمّل على شبكة الإنترنت بحلول عام 2022 [6].
الفيديو سيكون أحد أهم اتجاهات السيو في 2020 وما بعدها، كما أنّ محرّكات البحث تأخذه بالحسبان عند ترتيب المواقع. إذ تشير بعض الدراسات أنّ فرصة الصفحات التي تحتوي على فيديو في الوصول إلى الصفحة الأولى من نتائج البحث أكبر بحوالي 53 مرة موازنة مع الصفحات التي لا تحتوي أيّ فيديو [6].
يجب أن تكون لديك استراتيجية واضحة لتصميم الفيديوهات ونشرها على موقعك. فمهما كان المحتوى الذي تنشره على مواقعك، يمكن أن يساعدك الفيديو على استقطاب المزيد من الزيارات، وتحسين ترتيب موقعك. إن كنت تستخدم موقعك لبيع المنتجات، فيمكن أن تصمم فيديوهات تشرح كيفية استخدام تلك المنتجات، وإن كنت تملك مدونة تعليمية مثلا، فحوّل بعض التدوينات والمقالات إلى فيديوهات تعليمية. خلاصة الأمر، مهما كان المحتوى الذي تنشره، يمكنك تحويله إلى فيديوهات والاستفادة من هذه الموجة الجديدة.
4 – الذكاء الاصطناعي قادم
مثل كل المجالات الأخرى، السيو ليس بمنأى عن التطورات الحديثة التي جلبها الذكاء الاصطناعي. فقد أصبح يُستخدم من طرف محركات البحث وأصحاب المواقع على السواء.
تستخدم محركات البحث، مثل جوجل، خوارزميات الذكاء الاصطناعي لتحسين ترتيب المواقع، تعتمد هذه الخوارزميات أساسا على التعلم الآلي، وهو فرع من فروع الذكاء الاصطناعي يسعى للتعلم من البيانات. تحلل خوارزميات التعلم الآلي كل المعطيات المتعلقة بموقعك، مثل الكلمات المفتاحية، ونوع وطبيعة المحتوى، وكيفية تفاعل الزوار مع الموقع، وعدد الزيارات، ومعدل الارتداد، ووقت التصفح (dwell time) وسرعة تحميل الصفحات والكثير من العوامل الأخرى، ثم تحاول استخلاص العوامل التي تميّز المحتويات التي يفضّلها المستخدمون. وبناء على ذلك يرتّب الذكاء الاصطناعي تلك المواقع.
5 – طول المحتوى أصبح أكثر أهمية
تشير الدراسات إلى أنّ متوسط عدد كلمات المواقع التي تحتل المراتب الأولى في صفحات نتائج البحث هو 2000 كلمة [7].
إحدى تفسيرات ذلك أنّ المحتوى الطويل يكون جيدا على العموم، وغنيًّا بالمعلومات، كما يقضي الناس وقتا أطول في قراءته، وهوم ما يرفع وقت التصفح (dwell time)، وهو أحد العوامل التي تأخذها جوجل بالحسبان عند ترتيب المواقع.
6 – جودة المحتوى هي المفتاح
لقد قلنا أنّ طول المحتوى يمكن أن يساعدك على الوصول إلى ترتيب متقدم في صفحات نتائج البحث، لكن هذا لا يعني أن تهمل جودة المحتوى، لأنّه حتى لو كتبت مقالا يحتوي 5000 كلمة، فإن لم يكون المقال جيدا، فسيغادره الناس بعد ثوان قليلة من دخول الصفحة، وهذا سيكون مؤشرا لجوجل على أنّ محتويات موقعك رديئة، وسيكون لذلك تأثير سلبي للغاية على ترتيب موقعك.
ينبغي أن يكون المحتوى الذي تقدمه لزوار موقعك ذا جودة عالية، ينبغي أن تكون لغته جميلة وأنيقة وفصيحة، وليست ركيكة ورديئة، كذلك يُستخسن استخدام الصور والإنفوجرافيك والفيديو، وغيرها من أنواع المحتوى التي تضفي على محتويات موقعك جمالية، وتعطي للقارئ فائدة إَضافية.
حاول كذلك أن تركّز على القارئ، ولا تكثر من الإعلانات داخل المحتوى. وإن كان لا بد من عرض الإعلانات داخل المحتوى، فلا ينبغي أن تفعل ذلك بشكل فج ومستفز، ركّز أساسا على تسليم محتوى مفيد وقيّم وممتاز، ثمّ حاول أن تضع إعلاناتك بشكل سلس ومنسجم مع المحتوى.
7 – المقتطفات ستستمر في خطف أنظار الباحثين
تظهر المقتطفات (Snippets) فوق نتائج البحث، أي الرتبة 0 كما هو معروف لدى خبراء السيو.
إن استطاع موقعك الوصول إلى الرتبة 0 في النتائج، أي في حال أخذت جوجل مقتطفا من موقعك، فيمكن أن يعطي ذلك لموقعك دفعة كبيرة، ويجلب لك عددا ضخما من الزيارات، إذ تقدر الدراسات أنّ 54% من النقرات في صفحات نتائج جوجل تذهب لتلك المقتطفات [8]، كما وجدت دراسة أخرى أنّ المقتطفات تحصل على نقرات أكثر من النتيجة الأولى في صفحة البحث [9]. علاوة على ذلك، تحسّن المقتطفات سمعة موقعك، إذ يعتبر الناس أنّه طالما أنّ جوجل اقتطفت من موقعك، فلا شك أنّه يقدم محتوى ممتازًا.
حاول استهداف المقتطفات، أنشئ محتويات عالية الجودة، وادرس الكلمات المفتاحية التي يبحث عنها الناس، وأنشئ تدوينات ومحتويات تجيب عن الأسئلة التي يبحثون عن أجوبة لها.
8 – معدل النقر ومعامل البقاء سيصبحان أكثر أهمية
صدق أو لا تصدق، جوجل ليست منظمة خيرية، وإنّما هي شركة تجارية تسعى للربح. والمنتج الذي تقدمه لعملائها هو نتائج البحث التي تقدمها لهم للإجابة عن تساؤلاتهم وعن الكلمات المفتاحية التي يكتبونها في مربع البحث.
مثل أيّ شركة أخرى، تسعى جوجل لأن تحسّن من جودة منتجها، والتفوق على منافسيها، عبر تحسين النتائج التي تعيدها في صفحات البحث، وتطوير وتحديث خوارزمياتها، والتصدي للمتلاعبين الذين يحاولون التحايل عليها. لكن في نهاية المطاف، المعيار الأهم لدى جوجل هو مدى رضى العملاء عن الخدمة التي تقدمها لهم، أي مدى رضاهم عن طريقة استجابتها للأبحاث التي يجرونها، ومدى قدرتها على فهم مرادهم، وإيصالهم إلى الصفحات التي تتضمّن المحتوى الأنسب لهم.
هناك مقياسان مهمان جدا معروفان في عالم السيو، وهما:
- وقت التصفّح (dwell time): يمثل متوسط الوقت الذي يقضيه الزائرون على الصفحة قبل مغادرتها.
- معدل النقر (click-through rates أو اختصارًا CTR): يمثل نسبة الأشخاص الذين نقروا على رابط الموقع في صفحة نتائج البحث.
جوجل تولي عناية كبيرة لهذين المقياسين، لأنّهما يقيسَان مدى رضَى مستخدميها عن النتائج التي تقدمها لهم. فوقت التصفح الطويل هو مؤشر على أنّ المستخدمين راضون عن الصفحات التي دلتهم جوجل إليها، بالمقابل، إن كان وقت التصفح قصيرًا، فهذا لا يمكن أن يعني إلا أنّ المستخدمين لم يحبوا تلك الصحفات، لذا غادروها بسرعة، ولم يقضوا عليها الكثير من الوقت.
معدل النقر مهم كذلك، لأنّه يقيس مدى جاذبية رابط الصفحة للمستخدمين، إن كان معدل النقر الخاص بموقعك ضعيفًا، هذا يعني أنه غير جذاب، وبالتالي قد تقوم جوجل بتأخير ترتيبه، وحذفه من الصفحة الأولى.
كلا المقياسان مهمان، معدّل النقر يقيس مدى جاذبية الموقع قبل الدخول إليه، فيما يقيس وقت التصفح رضا المستخدمين عن الموقع بعد الدخول إليه. عليك أن تراعي هذين المقياسين، حاول رفعهما قدر الإمكان عبر تقديم محتوى مفيد وجيد. يُفضل كذلك أن يكون المحتوى طويلا حتى يقضي المستخدمون أطول وقت ممكن على الصفحة، كذلك حاول استخدام الفيديو، لأنّ الناس يقضون وقتا أطول في مشاهدة الفيديوهات مقارنة بقراءة المحتويات النصية. بالنسبة لمعدل النقر، حاول اختيار عناوين مناسبة لصفحاتك، وضع وصفا جذابا يقنع من يرى رابط موقعك بالدخول إليه.
9 – التجاوب مع الهاتف أصبح ضرورة قصوى
معظم الناس يتصفحون شبكة الإنترنت عبر هواتفهم، كما أنّ أغلب عمليات البحث على محركات البحث تتم عبر الهواتف، لذا لا جرم أنّ محركات البحث، خصوصا جوجل، أصبحت تعدّ التجاوب مع شاشات الهواتف أحد العوامل الأساسية لترتيب المواقع.
هذا الاتجاه سيتسارع في سنة 2020، وفي السنوات القادمة مع انتشار الهواتف الذكية وازدياد مستخدميها.
إن لم يكن موقعك متجاوبا مع الشاشات الصغيرة، فينبغي أن تحوّله الآن وفورًا إلى موقع متجاوب، وإلا فسيتراجع ترتيب موقعك بشكل كبير، وستخسر الكثير من الزيارات الممكنة.
10 – ازدياد أهمية الأمن
مع كثرة الجرائم التي تحدث على شبكة الإنترنت، مثل سرقة البيانات الشخصية، واختراق المواقع وغيرها، يبدي الناس اليوم انشغالا أكبر بالجوانب الأمنية، لذا تعدّ جوجل الأمنَ أحد أهمّ عوامل الترتيب، وتؤخّر المواقع غير الآمنة في صفحات نتائج البحث.
أحد أهم المعايير الأمنية التي تراعيها محركات البحث هي شهادة SSL، ينبغي أن يكون موقعك مزودا بها، وإلا فعليك الحصول عليها فورًا، لأنّها ضرورية لحماية المستخدمين عبر تشفير نقل البيانات بين المتصفح والخادم.
المصادر
[1] [2] [3] [4] [5] [6] [7] [8] [9]
مدونة بسيطة وجميلة ومليئة بالمعلومات بارك الله فيك